قوله: ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) ( رب ) ،بدل من ( ربك ) وقيل: خبر لمبتدأ .والتقدير: هو رب السماوات والأرض{[2913]} ؛أي أن الله خالق ذلك كله .وهو سبحانه المتصرف في الكون بلا معقب ولا ولي ولا نديد .فما ينبغي لجلاله العظيم وقدرته البالغة أن يغفل أو ينسى أو يترك أولياءه وأنبياءه المقربين .
قوله: ( فاعبده واصطبر لعبادته ) الفاء لترتيب ما بعدها من مقتضى العبادة والصبر على ما قبلها من كون الله رب كل شيء في السماوات والأرض وما بينهما ،أو من كونه غير تارك ولا ناس أولياءه المقربين ،فمن أجل ذلك كله أعبد الله بتمام طاعته والخضوع لجلاله والإذعان لجنابه .واصبر على مشاق عبادته ولا تعبأ مما يقوله الكافرون من إبطاء الوحي عليك ؛فإن الله لطيف بك وهو يرعاك ويكتب لك الأمان والسلامة والتوفيق .
قوله: ( هل تعلم له سميا ) الاستفهام يفيد النفي .والسمي ،بمعنى المضاهي والمثيل .وقيل: الشريك في اسم الله العظيم .والمراد: نفي العلم بأن يسمى أحد باسم الله ،غير الله سبحانه ؛فهؤلاء المشركون بالرغم من غلوهم وإسرافهم في تقديس الأصنام وتعظيمها ؛فإنهم لا يسمون الصنم باسم الله أو فيما يختص بالله تعالى ،كالاسم الجليل وهو الله أو الرحمان{[2914]} .