ويدعو إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربهما أن يجعلهما مسلمين له .والمسلم من الإسلام وهو الامتثال لأمر الله في شرعه وأمره عن طواعية وتصديق ويقين .أو هو الاستسلام الكامل عن طريق الحس والوجدان فضلا عن الاستسلام الكامل لما شرعه الله من الأوامر والزواجر ولما فرضه من واجبات وتكليفات .ولمثل هذه القضايا الأساسية الكبرى يضرع إبراهيم وإسماعيل إلى الله .إنهما يضرعان إليه سبحانه أن ييسر لهما سبيل الامتثال لأمره العظيم ليكونا مسلمين .وكذلك يضرعان إلى الله سبحانه أن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة لله ،ممتثلة لأمره ،سائرة على صراطه الحق المستقيم .
وقوله:{وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} المناسك مفردها منسك وهو المتعبّد ومنه الناسك وهو العابد .وعلى ذلك فالمنسك اسم للعبادة ،والمقصود بالمناسك ،هنا جميع ما يُتعبد به إلى الله يف الحج مثل الصفا والمروة ومنى ورمي الجمار ومزدلفة وعرفات والكعبة .فهذه وغيرها أماكن للحج أو مناسك يتعبد عندها الحجيج على النحو المبين المشروع .
ويدعو إبراهيم وإسماعيل ربهما أن يمتن عليهما وعلى المسلمين من ذريتهما بالتوبة فإنه سبحانه تواب رحيم .أي شديد التوب عظيم الرحمة بالعباد .