قوله تعالى:{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذريتنا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 128 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ} .
لم يبيّن هنا من هذه الأمة التي أجاب اللَّه بها دعاء نبيّه إبراهيم وإسماعيل ،ولم يبيّن هنا أيضًا هذا الرسول المسؤول بعثه فيهم من هو ؟ولكنه يبيّن في سورة الجمعة أن تلك الأمة العرب ،والرّسول هو سيّد الرسل محمّد صلى الله عليه وسلم ،وذلك في قوله:{هُوَ الذي بَعَثَ في الأميين رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لفي ضَلالٍ مُّبِينٍ 2 وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ} ؛لأن الأميين العرب بالإجماع .والرّسول المذكور نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم إجماعًا .ولم يبعث رسول من ذرية إبراهيم وإسماعيل إلا نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم وحده .
وثبت في الصحيح أنه هو الرسول الذي دعا به إبراهيم ،ولا ينافي ذلك عموم رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الأسود والأحمر .