وقوله: ( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) ( الحق ) مبتدأ مرفوع ،وشبه الجملة بعده في محل رفع خبر .وقيل الحق منصوب على المفعولية لفعل محذوف تقديره لزم .الله جلت قدرته يثبت قلب النبي ( ص ) والمسلمين من بعده ويبين لهم أنهم على الحق ،سواء في ذلك استقبال القبلة الجديدة أو الدين العظيم الذي كتبه الله لهم طريق ومنهاجا .إن الله يبين لهم ذلك ؛ليثبتوا على الحق وليزدادوا إيمانا مع إيمانهم وليظلوا على الدوام مستمسكين بحبل الله المتين ،فلا يحيدوا أو يضلوا ولا يكونوا من ( الممترين ) وهو اسم فاعل من الامتراء ومعناه الشك ،ومنه المرية والتماري .والفعل امترى وتمارى أي شك{[157]} .وفي هذا يحذر الله عباده من الوقوع في الشك فيظلوا مزعزعين مترددين متلجلجين{[158]} .