ثم قال عز شأنه:{ الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} الامتراء الشك والتردد إنما يعرض لمن لا يعرفون الحق .والمعنى:أن هذا الذي أنت عليه أيها الرسول هو الحقأو أن جنس الحق في الدين هو الوحيمن عند ربك المعتني بشأنك ، فلا تلتفت إلى أوهام هؤلاء الجاحدين فإنها لا تصلح شبهة على الحق الصريح الذي علمك الله فتمتري به .والنهي في هذه الآية كالوعيد في الآية السابقة .وجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته من كان منهم غير راسخ في الإيمان ، وخشي عليه الاغترار بمظاهر أولئك المخادعين الذين يغتر بأمثالهم الأغرار في كل زمان ومكان ، ولذلك ارتد بفتنة القبلة بعض ضعفاء الإيمان .