قوله تعالى: ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) الكاف في قوله كما متعلقة بما قبلها وهي في محل نصب نعت لمصدر ومحذوف تقديره إتماما .وبذلك يكون تقدير المعنى: ولأتم نعمتي عليكم إتماما مثلما أرسلنا فيكم رسولا منكم وقيل: نعت لمصدر محذوف وتقديره اهتداء .أي ولأتم نعمتي عليكم اهتداء مثل ما أرسلنا{[161]} .
وذلك تذكير من الله للمؤمنين بنعمته التي جعلها لهم مثل إرساله محمدا ( ص ) من بينهم هاديا لهم ومرشدا يتلو عليهم آيات الله سبحانه وفيها من الترشيد وخير البيان ما يخرجهم من الظلمات إلى النور ،وما يطهرهم من دنس الجاهلية الضالة وما فيها من أدران الشرك وأوضار الباطل .
قوله: ( ويعلمكم الكتاب والحكمة ) ( الكتاب ) ،يعني القرآن ( الحكمة ) معناها السنة النبوية ،على الراجح من أقوال العلماء .فإن النبي ( ص ) مخول من ربه بتبيين الكتاب للناس في سنته القولية والعملية ؛وذلك ليعلموه وليقفوا على حقائقه وتفصيلاته وما انطوى عليه من معان وأحكام وبينات مما لم يكونوا يعلمون من قبله بمثله .