قوله: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) يخاطب الله عباده المؤمنين داعيا إياهم أن يتقوه ،أي تخذوا من الطاعات وترك المعاصي ومجانبة الربا وقاية لهم من عذاب الله وسخطه .والله جل وعلا يأمر المؤمنين أن يذروا ما بقي من زيادة لهم على رؤوس أموالهم ،والتي كانوا قد اشترطوا أخذها قبل نزول التحريم .فما بقي من الربا غير مقبوض ،فإنه بعد نزول التحريم بات موضوعا .
وقوله: ( إن كنتم مؤمنين ) ذلك تحضيض للمؤمنين على ترك الربا واستنهاض لهم أن يلتزموا بأحكام الله وأن يذروا ما كان مشروطا لهم من زيادة على رؤوس الأموال ،ويشبه ذلك ما يقوله الواحد لغيره: إن كانت شجاعا فخذ سلاحك وامض لقتال المشركين .ومعلوم أن المخاطب شجاع ؛لأن المقصود بمخاطبته على هذه الصورة بعث الحماسة في نفسه ليمضي في سبيل الله .