/م275
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا} .وصفهم بالإيمان وذكرهم بالتقوى ثم انتقل إلى الأمر بترك ما بقي من الربا لمن كانوا يرابون منهم عند غرمائهم ثم وصل ذلك بقوله:{ إن كنتم مؤمنين} قال الأستاذ الإمام:أي إن كان إيمانكم تاما شاملا لجميع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الأحكام فذروا بقايا الربا .وقد عهد في الأسلوب العربي أن يقال:إن كنت متصفا بهذا الشيء فافعل كذا:ويذكر أمرا من شأنه أن يكون أثرا لذلك الوصف .أقول:ويؤخذ من هذا أن من لم يترك ما بقي من الربا بعد نهي الله تعالى عنه وتوعده عليه فلا يعد من أهل هذا الإيمان التام الشامل ، الذي له السلطان الأعلى على إرادة العامل ، وهذا يؤيد ما قلناه في مسألة خلود من عاد إلى الربا بعد تحريمه في النار .ومن الناس من يؤمن ببعض الكتاب إيمانا يبعث على العمل ويكفر ببعض فلا يذعن له ويعمل به ، فهو يجحده بفعله وإن أقر به بلسانه ، ولا يعتد الله بإيمانه إلا إذا صدق قلبه وعمله لسانه"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "{[274]} .
/خ281