/م275
ثم قال تعالى:{ إن الذين آمنوا} أي صدقوا تصديق إذعان بما جاء من عند الله في هذه المسألة كغيرها{ وعملوا الصالحات} أي الأعمال التي تصلح بها نفوسهم وشأن من يعيش معهم ، ومنها مواساة المحتاجين ، والرحمة بالبائسين ، وإنظار المعسرين ، ومن سنة القرآن أن يقرن الإيمان بالعمل الصالح في مقام الوعد لأن الإيمان الحقيقي المقرون بالإذعان يتبعه العمل الصالح حتما لا يتخلف عنه وهذا برهان على ما قلناه في تفسير الآية السابقة{ وأقاموا الصلوات} التي تذكر المؤمن بالله تعالى فتزيد في إيمانه وحبه لربه ومراقبته له حتى تسهل عليه طاعته في كل شيء{ وآتوا الزكاة} التي تزكي النفس من رذيلة البخل والحرص وتمرنها على أعمال البر حتى تسهل عليها ويكون ترك أكل أموال الناس بالربا أسهل .وذكر الصلاة والزكاة بعد الأعمال الصالحة التي تشملهما لأنهما أعظم أركان العبادة النفسية والمالية ، فمن أتى بهما كاملتين سهل عليه كل عمل صالح{ فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} تقدم نظير هذا الجزاء قريبا فلا حاجة لإعادة التذكير بمعناه .وجملة الآية تعريض بآكل الرباكأنه يقول لو كان من هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات الخ ، لكف عنه ، ولكنه كفار أثيموتمهيد لما بعدها وهو .
/خ281