{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبَواْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} .وفي هذه الآية يتصاعد الجوّ الضاغط على موقف الإنسان المؤمن عندما يقع تحت تأثير الأوضاع الاقتصادية المحيطة به في المجتمع المنحرف ،فينسى إيمانه ويبدأ في الإلحاح بالمطالبة في ما له على المدينين له من زيادةٍ ربويّة .إن الآية تريد أن توحي للإنسان أن الموقف يتلخص في كلمةٍ واحدة ،هي أن تكون مؤمناً أو لا تكون ،في موضوع المطالبة بالربا في ما بقي له منه .
وقد رُوِي أنه لما أنزل الله:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا} الآية ،قام خالد بن الوليد إلى رسول الله( ص ) وقال: يا رسول الله ،ربا أبي في ثقيف وقد أوصاني عند موته بأخذه ،فأنزل الله:{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبا} الآية .وروى قريباً منه في مجمع البيان عن الباقر( ع ) .
وجاء في مجمع البيان عن السدّي وعكرمة قالا: نزلت في بقية من الربا كانت للعباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الربا إلى بني عمرو بن عمير ناس من ثقيف ،فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا ،فأنزل الله هذه الآية ،فقال النبي( ص ): على أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع ،وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب ،وكل دم من دم الجاهلية موضوع ،وأوّل دم أضعه دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ،كان مرضعاً في بني ليث فقتله هذيل