قوله: ( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ) إبليس مجبول على الخبيث والشر وسوء الطوية ؛فهو بذلك لا يبغي لبني آدم غير الإضلال والتخسير وسوء المصير .على أن إبليس يكن بالغ العداوة قبل كل شيء لأبي الخلق آدم وزوجه ؛إذ كان آدم سببا فيما لحقه من اللعن ،فيريد من أجل ذلك أن يخرجهما من الجنة بعصيانهما أمر ربهما في الشجرة ؛ليفرغ بعد ذلك لإضلال ذريتهما من بعدهما .
قوله: ( فتشقى ) أي يحل عليكما وعلى ذريتكما الشقاء في الدنيا .والمراد بذلك: شقاء البدن في السعي الكديد لطلب الرزق أو القوت .إلى غير ذلك من وجوه الشقاء والعناء ومقارعة المشكلات والأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يجد منها الإنسان الهموم ويكابد بسببها الشدائد .