قوله: ( فاصبر على ما يقولون ) ذلك تكليف من الله لرسوله المصطفى ( ص )؛إذ ابتلاه بهؤلاء المشركين المعاندين ،بأن يصبر على أذاهم وما يقولونه فيه من زور مكذوب وافتراء مستهجن ؛إذ قالوا عنه ؛إنه ساحر ،إنه كاهن ،إنه مجنون .وغير ذلك من الأقاويل الظالمة المفتراة التي كان المشركون يهذون بها على خير الأنام ،ومبدد الكابوس والطغيان وديجور الظلام وحامل لواء الهداية والنور والإسلام .لقد أمره الله أن يصبر على هؤلاء العتاة السفهاء وما يجترونه من سقط الكلام اجترارا .
قوله: ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنائي الليل فسبح وأطراف النهار ) ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بهذه الآية الصلوات الخمس .فقبل طلوع الشمس ،إشارة إلى صلاة الفجر .وقبل غروبها ،إشارة إلى صلاة الظهر والعصر .ومن آناء ،إشارة إلى صلاة العشاء الآخرة .والآناء جمع ومفرده إني بكسر الهمزة وقصر الألف ،وهي الساعة ،والآناء الساعات .
وقوله: ( فسبح ) أي صل ( وأطراف النار ) إشارة إلى صلاة المغرب وقيل غير ذلك .
قوله: ( لعلك ترضى ) أي لعلك تجزى على ذلك بما ترضى به{[3009]} .