ثم فسر إلهامه لها بقوله: ( أن اقذفيه في التابوت ) أي ألقيه في التابوت ( فاقذفيه في اليم ) أي اطرحيه في البحر ،والمراد به هنا نهر النيل ( فليلقه اليم بالساحل ) الساحل ،المنطقة من اليابس التي تجاور بحرا أو مسطحا مائيا كبيرا{[2958]} .وهذا جزاء أخرج مخرج الأمر كأن اليمّ هو المأمور .ففعلت أم موسى ذلك ؛إذ طرحته في النهر ،فساقه الله في ذلك النهر إلى دار فرعون .فبينما هو جالس مع زوجته آسية ؛إذ بالتابوت ،فأمر به فأخرج فإذا صبي صبيح الوجه ،مليح الناس وأعظمهم ملاحة فأحبه حبا شديدا وذلك هو قوله: ( وألقيت عليك محبة مني ) لقد أسبغ الله على موسى وهو رضيع فيضا من الجمال وحسن المنظر .فما كان من أحد يراه إلا أحبه .قوله: ( ولتصنع على عيني ) أي لتربى على مرأى مني فإني حافظك وراعيك كما يراعي الرجل الشيء بعينه إذا اعتنى به .