/م36
اقذفيه: ألقيه واطرحيه .
اليم: البحر والمراد به هنا: نهر النيل .
الساحل: الشاطئ .
ولتصنع على عيني: تربّى وتغذى بحفظي ورعايتي .
39-{أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني لتصنع على عيني} .
إن عناية الله ومعونته إذا اشتملت إنسانا: تهيأ له كل خير .
عناية الله إن تولت ضعيفا*** تعبت في مراسه الأقوياء
ومن هذه العناية إلهام الأم في وقت الشدّة والمحنة ،والخوف العظيم ،أن تلقيه في صندوق ،وتلقى الصندوق في نهر النيل ،ويحمله النيل إلى شاطئ البحر ؛حيث يجلس فرعون وزوجته ،ويطلب فرعون إحضار الصندوق وفتحه ،فإذا طفل رضيع عليه المحبة من الله ؛فكل من رآه أحبه ،حتى هذا الطاغية الجبار صاحب الجند والطغيان ؛يقهره الله بحب الصبي والولوع به ،والبحث له عن مرضعة ؛وهكذا تجمع يد القدرة خيوط الرعاية لهذا الصبي ،وتجمع بينه وبين أمه .
وإذا العناية لاحظتك عيونها ***نم فالمخاوف كلهن أمان
{وألقيت عليك محبة مني} .
ألقى الله محبته على موسى فكل من رآه أحبه ،حتى أحبه فرعون ،وأحبته امرأة فرعون ،{وقالت وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون} .( القصص: 9 ) .
{ولتصنع على عيني} .
أي: لتربي برعايتي وحفظي وحناني في قصر فرعون وأمام بصره ،وأنت عدوه ،ولكن ألقيت عليك المحبة ؛فسلبت من فرعون كل عداوة ،ووفر لك كل رعاية .