قوله:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ذلك تقدير رباني عظيم كتبه الله على آدم وذريته من بعده ،وهو خلْقهم من تراب .والمراد هنا آدم أبو البشر ( وفيها نعيدكم ) أي إذا متم تدفنون في الأرض ،وهذه عودتهم إليهم ( ومنها نخرجكم ) أي نخرجكم من قبوركم التي في الأرض للبعث والحساب ( تارة أخرى ) مرة أخرى .يعني: أخرجناكم من الأرض ونخرجكم منها بعد الموت مرة ثانية .
وفي هذه الحقيقة المريعة ،من بالغ العظة ما يديم التذكر في نفس الإنسان .التذكر الذي لا ينقطع والذي يظل يخالج النفس والذهن ؛ليظل الإنسان مشدود اليقظة والتنبه ،مستديم الحرص والازدجار ،وهو يذكر أنه صائر لا محالة إلى نهايته المحتومة المنتظرة في التراب حيث الرقدة الطويلة إلى يوم البعث .