قوله:{وأضل فرعون قومه وما هدى} لقد أضل فرعون قومه بطغيانه وكبريائه وفرط غروره وحماقته .أضلهم ؛إذا استخفهم وساقهم إلى الهلاك والخسران بعد أن خدعهم وكذب عليهم وأثار في خيالاتهم الواهمة السقيمة أنه مجيرهم فيرد عنهم كل المكاره والعوادي ،وأنه صائر بهم إلى النجاة والرشاد ؛فقد أضلهم هذا الطاغوت الشقي بسوقهم إلى سوء المصير في الدنيا حيث التغريق ،وفي الآخرة حيث التحريق .فما أرشدهم إلى سداد ولا صواب .وذلك هو شان الطغاة والظلمة من الساسة والحاكمين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ،والذين يستكثرون من حولهم المنافقين والمستغفلين والخائرين حتى إذا جاء أمر لله ،سيق الظالم المتجبر وأعوانه المنافقون والمستخفون والخائنون إلى حيث الخزي والافتضاح وانكشاف السوءات في هذه الدنيا ،ثم يوم القيامة يردون إلى جهنم وبئس المصير .