قوله تعالى:{يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ووعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( 80 ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( 81 ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( 82 )} يذكر الله بني إسرائيل بما منّ عليهم من نعم عظام ؛إذ أنجاهم من عدوهم العاتي فرعون وأقرّ أعينهم منه لما رأوه وجنوده يغرقون جميعا في البحر .يذكرهم بنعمه وفضله عليهم ليشكروه ويطيعوه وينيبوا إليه .
قوله: ( ووعدناكم جانب الطور الأيمن ) ( جانب الطور ) ،منصوب على أنه مفعول ثان للفعل و ( وواعدناكم ) التقدير: وعدناكم إتيان جانب الطور الأيمن ،ثم حذف المضاف{[2978]} و ( الأيمن ) منصوب ؛لأنه نعت للجانب وليس للجبل يمين ولا شمال بل كان الجبل على يمين موسى إذا أتاه .وذلك أن الله وعد موسى أن يأتي هذا المكان ،ويختار من قومه سبعين رجلا يحضرون معه لنزول التوراة .وإنما نسب المواعدة إليهم ؛لأنها كانت لنبيهم ونقبائهم ،فرجعت منافعها إليهم .
قوله: ( ونزلنا عليكم المن والسلوى ) ( المن ) حلوى كانت تنزل على بني إسرائيل من السماء .و ( السلوى ) طائر يسقط عليهم فيأخذون منه بقدر حاجتهم ،رحمة من الله بهم وتفضلا منه عليهم ؛إذ رزقهم ذلك وهم في التيه حيث الحر والعُطاش وانقطاع الماء والغذاء .