قوله: ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) ( الموازين ) .جمع ميزان .وهو ما لا ندري بتصورنا الدنيوي المحدود ماهيته وحقيقته .ولكنه الميزان الذي توزن به الأعمال يوم القيامة وكفى .وفي الأظهر أن المراد بالموازين ،الميزان الواحد .وقد جمع هنا باعتبار تعدد الأعمال التي توزن فيه .وقد وضعت الموازين بالقسط وهو العدل على سبيل المبالغة فيه- أي في العدل .وهي كأنها في نفسها قسط ( ليوم القيامة ) أي لأهل يوم القيامة .وقيل: اللام بمعنى في ؛أي في يوم القيامة .
قوله: ( فلا تظلم نفس شيئا ) ( شيئا ) مفعول به ثان ؛أي لا يمس أحدا ظلم .وإنما يوفى كل إنسان بما عمل ( وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ) أي وإن كان الشيء أو العمل مثقال حبة من خردل ) الخردل ،حبّ شجر ،يعالج بطلائه النقرس والنسا والبرص ،ودخانه يطرد الحيات .وهو ملين هاضم{[3038]}
قوله: ( أتينا بها ) من الإتيان ؛أي أحضرناها لنجازي بها ( وكفى بنا حاسبين ) أي عالمين حافظين ؛لأنه لا يغيب عنا شيء من أعمال العباد .وفي ذلك من الوعيد ما لا يخفى{[3039]} .