قوله: ( ثم نكسوا على رءوسهم ) أي انقلبوا إلى المجادلة والخصام بالباطل .نكسه ؛أي قلبه على رأسه .والمنكوس ،المقلوب ؛أي جعل أعلاه أسفله{[3043]} .
والمعنى: أن الله أجرى على لسانهم في القول الأول ،ثم انقلبوا منكوسين مرتطمين في غيهم .فردوا بذلك إلى الشقاوة والكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم .ثم قالوا في لجاجة وعناد: ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون )؛يعني إنك لتعلم يا إبراهيم أن هذه الأصنام عاجزة عن النطق ،فكيف تأمرنا بسؤالها ومخاطبتها ؟!وهذا غاية في جلاء البرهان على أنهم ظالمون مبطلون ،وهو أبلغ في الكشف عن إيغالهم في السفه والسخف وهوان الأحلام .