( ثم خلقناه النطفة علقة فخلقنا العقلة ) النطفة والعلقة ،منصوبان ؛لأنهما مفعولان للفعل ( خلقنا ) .و ( خلقنا ) ههنا يتعدى إلى مفعولين ؛لأنه بمعنى صيرنا .ولو كان بمعنى أحدثنا لتعدى إلى مفعول واحد{[3159]} والمعنى: حولنا النطفة إلى علقة ،أو صيرنا علقة ،وهي الدم الجامد ( فخلقنا العلقة مضغة ) يعني جعلنا ذلك الدم الجامد مضغة ؛أي قطعة لحم .وقد سميت مضغة ؛لأنها مقدار ما يمضغ .
قوله: ( فخلقنا المضغة عظاما ) أي صيرنا قطعة اللحم هذه متصلبة عظاما يقوم عليه جسد الإنسان ( فكسونا العظام لحما ) أي جعلنا على العظام ما يسترها ويشدها من اللحم .
قوله: ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) أي جعلناه خلقا مباينا للخلق الأول وذلك بنفخ الروح فيه لتنتشر فيه الحياة .
قوله: ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) أي تعالى الله وتعظم شأنه وجلاله فقد استحق التعظيم والثناء .و ( أحسن ) مرفوع على أنه بدل من ( الله ) .
وقيل: مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف .وتقديره: هو أحسن الخالقين{[3160]} .