قوله: ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) ( تترا ) .في موضع نصب على الحال ،من الرسل ؛أي أرسلنا رسلنا متواترين .وأصل الكلمة ،وترى ،من الموترة وهي التتابع بغير مهلة .أو من الوتر ،وقد أبدل حرف الواو تاء ،فصارت تترى بغير تنوين عند أكثر أهل اللغة وهي غير منصرفة للتأنيث .والمعنى: أرسلنا رسلنا ،تتواتر ؛أي يتبع بعضها بعضا .أو بعضها في إثر بعض .أو متواترين ؛أي واحدا بعد واحد ،من الوتر{[3173]} .
قوله: ( كل ما جاء أمة رسولها كذبوه ) كلما جاء أمة من الأمم التي أحدثناها بعد عاد أو ثمود رسولها لإرشادهم وهدايتهم للحق ،بادروا تكذيبه وإيذاءه ( فاتبعنا بعضهم بعضا ) أي بالهلاك ،فأهلكناهم بعضهم في إثر بعض ( وجعلناهم أحاديث ) أي جعلناهم أخبارا يتحدث بها الناس بعد أن أتى عليهم الهلاك والتدمير ،فصاروا أثرا بعد عين .وقيل: جعلهم الله أحاديث يتحدث بها الناس على سبيل التلهي والتعجب .
قوله: ( فبعدا لقوم لا يؤمنون ) أي هلاكا لقوم لا يصدقون بما جاءهم من عند الله .وذلك على وجه الدعاء والذم والتوبيخ{[3174]} .