قوله: ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين ) ( مكانا ) ،منصوب على الظرف و ( منها ) ،في محل نصب على الحال .و ( مقرنين ) ،منصوب على الحال أيضا{[3303]} .
والمعنى: إذا ألقوا من النار في مكان ضيق ،لزيادة تعذيبهم ،فإن الكرب مع الضيق ،كما أن الراحة مع السعة ؛فالمجرمون تضيق عليهم النار ليزدادوا نكالا وفوق ذلك فإنهم يكونون ( مقرنين ) أي قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل فيا لهول المنظر الرعيب الذي ترتعد منه الفرائص ،ونحن نتخيل حال المجرمين الفظيعة وهم في الأصفاد والسلاسل مقيدون ليقذفوا في النار .
قوله: ( دعوا هنالك ثبورا ) ( ثبورا ) ،مفعول به .أي يقولون: يا ثبوراه{[3304]} أي تعال يا ثبور فهذا أوانك .والثبور معناه الهلاك .وقيل: الويل .والصحيح أن الثبور يجمع الهلاك والويل والعذاب والخسار .فهم يصطرخون في النار وينادون مذعورين آيسين: الهلاك والويل والخسران .وذلك في حالة من اشتداد الكرب واليأس والتنكيل مما لا تتصوره العقول ونسأل الله النجاة والسلامة .