قوله: ( لنحيي به بلدة ميتا ) أي أنزل الله المطر من السماء على الأرض ليجعلها عامرة بالنبات ،وذلك هو إحياؤها بعد أن كانت هامدة قفرا مواتا لا حياة فيها ولا نبات .وقد ذكر ميتا على معنى البلد .فالبلدة بمعنى البلدة أو المكان .
قوله: ( ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ) أي يسقي الله الماء الأنعام والناس .وأناسي ،جمع إنسان .والأصل: إنسان وأناسين ،فأبدلت النون ياء وأدغم فيها الياء قبلها .وهو قول سيبويه .وقيل: جمع إنسي .وفيه نظر{[3332]} وقد نكرت الأنعام والأناسي ؛لأن عِلية الناس وجلّهم منيخون بالأودية والأنهار فيهم غنية عن سقي الماء .أما أعقابهم- وهم كثير منهم- إنما يعيشون بما ينزل الله من السماء من مطر .وهو قول الزمخشري وذلك من فضل الله على الناس ورحمته بالخلق ؛إذ أنزل عليهم القطر من السماء ليستقوا ولتنبت لهم الأرض من خيراتها مما أنعم الله به وقدّره تقديرا .