{لِّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً} لا نبات فيها ولا حياة ،فتدب فيها الحياة من جديد ،فيهتز العشب ،وتنفتح البذور ،ويخضرَّ الزرع وينمو ويمتد ،ويتدلى الثمر ،{وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً} وكلهم يحتاجون الماء الذي هو سرّ بقاء الحياة في الجسد ،فلولاه لما أمكن للحياة أن تبقى أو تنمو وتتحرك ،وذلك كله دليل عظمة الله في خلقه ،ورحمته في نعمته ،وحاجة الحياة كلها في النبات والحيوان والإنسان إليه ،في تدبيره وحكمته ،ما يجعل ارتباط الجميع به بالمستوى الذي يستمد كل شيء حياته منه ،في البدء والامتداد ،وهذا ما يجب على الناس أن يتأملوه ويفكروا فيه ،ليتعرفوا حقيقة التوحيد ،في مواجهة خط الكفر والرشد ،من خلال النظرة الواعية العميقة ،والتفكير الصافي المنفتح .