قوله: ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) الهاء ،على الماء ؛أي صرفناه بين العباد في مختلف البلدان والأزمان ،وعلى اختلاف الكيفيات والصفات المتفاوتة من وابل زاخر هاطل ،وطل خفيف نازل ،أو رذاذ غامر منتشر .وغير ذلك من وجوه الإمطار .
قال ابن كثير رحمه الله في هذا المعنى: أي أمطرنا هذه الأرض دون هذه ،وسقنا السحاب يمر على الأرض ويتعداها ويتجاوزها إلى الأرض فيمطرها ويكفيها ويجعلها غدقا والتي وراءها لم ينزل فيها قطرة من ماء .
وقيل: الهاء عائدة على القرآن .والقول الأول أظهر ،لما يدل عليه السياق .
قوله: ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) أكثر الناس لم يتعظوا ولم ينتفعوا بهذه الظواهر الكونية العجيبة التي تشهد على قدرة الصانع الحكيم ؛بل جحدوا ذلك وعتوا ولجوا في غفلتهم وضلالهم منتكسين ظالمين خاسرين{[3333]} .