يقول تعالى ذكره:ولقد قسمنا هذا الماء الذي أنـزلناه من السماء طهورا لنحيي به الميت من الأرض بين عبادي, ليتذكروا نعمي عليهم, ويشكروا أيادي عندهم وإحساني إليهم ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) يقول:إلا جحودا لنعمي عليهم, وأياديّ عليهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا معتمر بن سليمان, عن أبيه, قال:سمعت الحسن بن مسلم يحدّث طاوسا, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس قال:ما عام بأكثر مطرا من عام, ولكنّ الله يصرّفه بين خلقه; قال:ثم قرأ:( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ).
حدثني يعقوب, قال:ثنا ابن علية, عن سليمان التيمي, قال:ثنا الحسن بن مسلم, عن سعيد بن جُبير, قال:قال ابن عباس:ما عام بأكثر مطرا من عام, ولكنه يصرفه في الأرضين, ثم تلا( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ).
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله:( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ) قال:المطر ينـزله في الأرض, ولا ينـزله في الأرض الأخرى, قال:فقال عكرِمة:صرفناه بينهم ليذّكروا.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله:( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ) قال:المطر مرّة هاهنا, ومرّة هاهنا.
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي, قال:ثنا سفيان بن عيينة, عن يزيد بن أبي زياد, أنه سمع أبا جحيفة يقول:سمعت عبد الله بن مسعود يقول:ليس عام بأمطر من عام, ولكنه يصرفه, ثم قال عبد الله:( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ).
وأما قوله:( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) فإن القاسم حدثنا قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج عن ابن جُرَيج, عن عكرمة:( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) قال:قولهم في الأنواء.