{ولَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا 50} [ 50] .
قال معظم المفسرين{[1555]}: إن الضمير في{صرفناه} عائد إلى المطر ،وحينئذ تكون الآية متصلة بسابقتها مباشرة ويكون معناها لفت نظر السامعين إلى حكمة الله في تصريفه الأمطار وإنزالها في مكان دون مكان وكثيرة في مكان قليلة في مكان .ليدّبروها ويشكروا الله على نعمه .ومع ذلك فإن أكثر الناس لا يفعلون ذلك بل ويكفرون ويجحدون .
وقال بعض المفسرين{[1556]}: إن الضمير عائد إلى القرآن ،وحينئذ تكون الآية متصلة بالسياق كله اتصال تعقيب وتقريع .ويكون معناها: إن الله ينزل الآيات القرآنية وفيها تفسير حكم الله وبيانها وتنويع الكلام فيها حتى يتذكر السامعون ويتدبروا .ومع ذلك فأكثر الناس يأبون إلاّ الكفر بآيات الله ونعمائه رغم ما فيها من براهين شاهدة على ربوبيته واستحقاقه للعبادة والخضوع والشكر ،ويكون من مقاصد الآية التنديد بهم وتقريعهم .
وهذا الاختلاف في صرف الضمير جعلنا نورد الآية لحدتها .ونحن نرجّح القول الثاني على الأول .وفي الآيات التالية قرينة مؤيدة لهذا الترجيح .