المفردات:
صرفناه: حولناه في أوقات مختلفة إلى بلدان متعددة .
ليتذكروا: ليعتبروا .
كفورا: كفرانا للنعمة ،وإنكارا لها .
التفسير:
50-{ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا}
لقد وزعنا هذا المطر بين عباد الله في أرضه ،ليعتبروا ويتعظوا ،ويتذكروا أن تسخير السحاب ،وإنزال المطر وإنبات النبات ،بقدرة الله ،فيقوموا بالشكر والتذكر لفضل الله ،لكن كثيرا من الناس ينسبون المطر إلى النجوم ،والظواهر الطبيعية ،وينسون أن الله هو الذي طبع الطبيعة ،وسخرها ويسرها لخدمة الإنسان ،ومع هذا فقليل من الناس من يشكر ،وكثير منهم من يكفر .
روى مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما ،على إثر سماء أصابتهم من الليل ( أتدرون ماذا قال ربكم ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم .قال: ( أصبح من عبادي مؤمن وكافر ،فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته: فذاك مؤمن بي كافر بالكواكب ،وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا: فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب )17 .
وذهب بعض المفسرين إلى أن الضمير في الآية يعود إلى القرآن ،فقالوا: معنى هذه الآية: وهذا القرآن قد بينا آياته ،وصرفناها ولونا فيها فنون القول وأنواعه ؛ليتذكر الناس ربهم ،وليتعظوا ويعملوا بموجبه ،ولكن أكثر الناس أبوا إلا الكفر والعناد .