قوله تعالى:{أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ( 75 ) خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ( 76 ) قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما ( 77 )} الإشارة ( أولئك ) في موضع رفع خبر لقوله: ( وعباد الرحمان ) وما تخلل بين المبتدأ وخبره ،أوصاف عباد الرحمان .وقد ذكر القرطبي رحمة وهي إحدى عشرة: التواضع ،والحلم ،والتهجد ،والخوف ،وترك الإسراف والإقتار ،والنزاهة عن الشرك ،والزنا والقتل ،وتجنب الكذب ،والعفو عن المسيء ،وقبول المواعظ ،والابتهال إلى الله{[3361]} .
قوله: ( يجزون الغرفة ) أي الجنة .وقيل: الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها .
قوله: ( بما صبروا ) أي بسبب صبرهم على أوامر الله ؛إذا أطاعوا فيما أمرهم به ،وانتهوا عما نهاهم عنه صابرين على ذلك محتسبين .وكذلك صبرهم على مواجهة الصعاب والكروب في حياتهم الدنيا ،من فقر وفاقة وأسقام وهموم وغير ذلك من شدائد الدنيا .
قوله: ( ويلقون فيها تحية وسلاما ) أي تبتدرهم الملائكة في الجنة بالتحية والسلام والإكرام والاحترام ؛ليكونوا فيها سعداء آمنين محبورين .