/ت221
والذين{يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} أي يسترقون السمع من السماء فيسمعون الكلمة ،ويزيدون عليها أضعافا مضاعفة ،ثم يلقونها إلى أوليائهم من أشقياء البشر ليحدثوا الناس بها فيصدقوهم في كل ما قالوه جهلا وسفها .ولذلك فإن أكثر هؤلاء الكهان كاذبون فيما يقولونه أو يحدثون به الرعاع والجهلة والسفهاء من الناس .وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،النبي الصدوق الأمين ،أن يضله جني أو شيطان أو يدنو منه أيما دنو .
وأنى لهذا الكلام الرباني العاطر الفذ ،الذي يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم على البشر أن يكون من اصطناع الجن ،وهو أحسن الحديث ،وخير ما سمعت به الخلائق والثقلان ،بما يتجلى من مزايا السمو والكمال والجمال ،سواء في الألفاظ والمباني ،أو في الأحكام والأخبار والمعاني .إن ذلكم لهو الإعجاز الذي لا يدانيه إعجاز .