{يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} في ما يدّعونه من أحاديثهم وتهويلاتهم وأفكارهم المريضة ،فكيف يجتمع الصدق الذي يمثله الرسول مع الكذب الذي يتمثل في كل نهجهم وطريقتهم في الحياة ؟
مناقشة اتهام النبي بالشعر
وتقولون إنه شاعر ،كهؤلاء الشعراء الذين يتحركون في الساحة ،ليمدحوا هذا ويذمّوا ذاك ،ويحسّنوا صورةً هنا ويقبّحوا صورةً هناك ،وليثيروا الأوهام والخيالات على حساب الحقائق ،وتتحدثون عن أسلوب القرآن أنه شعر أو يشبه الشعر لتبتعدوا به عن طبيعته القرآنية المنطلقة من عمق الوحي الإلهيّ ،ولكن ،هل رأيتم ملامح الشاعر في روحيته ووجدانه وصدقه وصفاء روحه وإشراقة فكره وانفتاح قلبه على الخير والرحمة والحق ؟هل تمثلتم في شخصيته الملائكية شخصية الشاعر الذي يلوّن الكلمة بألوان الباطل ،ويغذيها بأكاذيب المضمون غير الواقعي ؟ألا ترون بعداً كبيراً بين هذه الشخصية الرحبة التي عاشت آفاق السموّ مع الله وانفتحت على الخير كله في حياة الإنسان ،وبين الشخصية المعروفة في مجتمع الشعراء الغارقة في أوحال الشهوات ،الغائبة في سكرات الخمر ،المتحركة مع أطماع الذات في أموال الآخرين وامتيازاتهم ؟حدّقوا في المسألة جيّداً لتعرفوا حقَّ الحديث من باطله .