قوله:{أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي ،هل آلهتكم المصطنعة الموهومة التي لا تضر ولا تنفع –بل هي مصفوفة جامدة بلهاء- خير أم الله الذي يرشدكم في ظلمات البر إذا سافرتم إلى البلاد الواسعة البعيدة ،بما جعل فيها من العلامات والأمارات التي تكشف لكم مجاهل الطريق سواء في البر أو في البحر بظلامه الحالك وهديره المخُوف ،إنه لا يدلكم على سواء السبيل إلا الله الذي خول لكم من الأسباب والدلائل من الكواكب والنجوم والرياح وغير ذلك ما تهتدون به كيلا تضلوا .
قوله:{وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} وهو الذي يرسل الرياح مبشرات قدام الغيث ليستدل بها العباد على ورود المطر من السماء ،فتعم البهجة والسرور بمقدم الخير والرزق والسعة .
قوله:{أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ} بعد هذا الذي تبين عن عظيم قدرة الله وبالغ سلطانه في الحياة والكون ،هل يعقل أن يكون مع الله أحد من هذه الأنداد المفتراة فتعبدوه ؟
قوله:{تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزه وتقدس عن الشركاء والأنداد .