أم أيضا للإضراب الانتقالي ، ومن دالة على الاستفهام مع تضمن أم له ، ومعنى الهداية في ظلمات البر والبحر أن النجوم المسخرة في السماء تكون هادية مرشدة في البر والبحر ، ففي البرّ تهديكم وأنتم في مراكب الصحراء ، التي تعد كسفن فيها ، وفي البحر تهدي السفن الماخرة في عباب البحر الجارية على سطح الماء . قوله تعالى:{ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ، أي أن الله هو الذي يرسل الرياح من الشرق والغرب مبشرة بالماء الطاهر الذي يكون من المطر ، الذي يخرج الخبء ، وتنبت به النبات بإذن الله تعالى ، وإن ذلك كله بعمل الله سبحانه وتعالى ، وإذا كان بخار الماء يتصاعد ، ويعلو حتى يكون سحابة مملوءة بالماء ، فيرسلها الله تعالى إلى حيث أراد فذلك بفضله ونعمته على عباده ، يرسلها من أرض إلى أرض ،{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا . . ( 58 )} [ الأعراف] ، وقوله تعالى{ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} ، مجاز مشهور ، أي أن الله تعالى يجعل تبشير الرياح بالماء مقدمة لرحمته مهيئة لها كما يهيئ من بين يديه الرحمة المتمكن منها ، والتي في قبضته سبحانه وتعالى ، وهو القابض الباسط ، الرزاق ذو القوة المتين{ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ} الاستفهام لإنكار الوقوع أي لا إله مع الله تعالى ،{ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، أي تقدست ذاته ، وتعالى علوا كبيرا عما يشركون أي عن شركهم ، فهم بهذا الشرك معتدون ظالمون ، وإن الشرك لظلم عظيم .