قوله:{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا}{مَن} ،اسم شرط في موضع رفع بالابتداء .{فَلَهُ} ،جواب الشرط ،في موضع رفع خبر المبتدأ{[3469]} والألف واللام في الحسنة للجنس ،فالمراد: من جاء بجنس الحسنة وهو يفيد عموم الطاعات سواء في ذلك الإيمان والتوحيد وفعل الصالحات ،من صلاة وزكاة وجهاد وبر ،وأمر بمعروف ونهي عن منكر ،وغير ذلك ،من وجوه الفرائض والحسنات .
قوله:{فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} أي يجزيه الله أكثر من حسنته أضعافا كثيرة .فما عند الله خير وأعظم مما يقدمه العبد من الطاعات .وقيل:{خَيْرٌ مِّنْهَا} يعني وصل إليه الخير منها .أو له الجزاء الجميل وهي الجنة ،وليس{خَيْرٌ} للتفضيل .وعلى هذا فالمراد بالحسنة: لا إله إلا الله ،فقد روى البيهقي عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ،أوصني .قال:"اتق الله ،وإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها "قال: قلت: يا رسول الله ،أمن الحسنات لا إله إلا الله ؟قال:"من أفضل الحسنات "وفي رواية قال:"نعم هي أحسن الحسنات "وقيل: المراد بالحسنة الإخلاص والتوحيد .
وقيل: أداء الفرائض كلها .والمعنى الأول أولى ؛لعموم اللفظ ولدلالة أل التعريف ،على جنس الحسنة بكل أنواعها ومعانيها .
قوله:{وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} يوم ،مجرور بالإضافة لفزع ،فهم بذلك آمنون من خوف يوم القيامة ؛إذ الأهوال والمخاوف والأفزاع وكل أسباب الرعب ماثلة بارزة لتعاينها الأبصار والقلوب فيغشاها من الذعر والفزع ما يغشاها .