قوله:{وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} المراد بالسيئة هنا الشرك وهو قول أكثر المفسرين من السلف .فالذين أشركوا ؛إذ جحدوا وحدانية الله وعبدوا معه آلهة أخرى ،فإنهم يكبون على وجوههم في النار ،أي يلقون فيها منكوسين على وجوههم ،وذلك زيادة في التنكيل .
ويستدل من ذلك أن المراد بهؤلاء ،المشركون ،لأن مثل هذا الجزاء الوبيل لا يكون إلا في مقابلة الكفر والإشراك بالله .
قوله:{هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} تقول خزنة النار من الملائكة لهؤلاء المشركين المكبكبين في النار زيادة في التعذيب والتنكيل{هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} والاستفهام من باب التوبيخ والتهكم والتقريع ،أي ما تجزون هذا الجزاء الأليم من الكبكبة في النار على وجوهكم إلا جزاء كفركم وإشراككم{[3470]} .