ثمّ يتحدث القرآن عن الطائفة الأُخرى التي تقابل أصحاب الحسنات فتقول: ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النّار ) .
وليس لهذه الطائفة أيّ توقع غيرها ( هل تجزون إلاّ ما كنتم تعملون ) .
و «كُبّت » مأخوذ من «كبّ » على وزن «جدّ » ومعناه في الأصل إلقاء الشيء على وجهه على الأرض ،فبناء على هذا فإنّ ذكر «وجوههم » في الآية هو من باب التوكيد !.
وإلقاء هذه الطائفة على وجوهها في النّار من أسوأ أنواع العذاب .إضافة إلى ذلك ،فإنّ أُولئك حين كانوا يواجهون الحقّ يُلوون وجوههم ورؤوسهم ،وكانوا يواجهون الذنوب بتلك الوجوه فرحين ...فالآن لابدّ أنيبتلوا بمثل هذا العذاب .
وجملة ( هل تجزون إلاّ ما كنتم تعملون ) لعلها جواب على سؤال يلقى هنا ،وهو ما لو قيل: إنّ هذا الجزاء «العقاب » شديد ،فيجاب: بأنّ هذا الجزاء إن هو إلاّ عملك في الدنيا ،فهل تجزون إلاّ ما كنتم تعملون «فلاحظوا بدقة » .