قوله:{وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} أي خلقنا بين زمانك وزمان موسى أمما كثيرة طال عليها العهد فنسوا آيات الله ودلائله ،وعميت عليهم الأخبار بعد أن اندرست الأنباء الصحيحة فعم فيها الخلط والتخريص وشاعت فيهم الأكاذيب والأساطير ،فاقتضت حكمة الله ومشيئته أن تؤتى البشرية المنهج الجديد ،يكون فيه الخبر الصادق اليقين ،ويعيد البشرية إلى المحجة البيضاء ،ويحمل لها قواعد الخير والحق والعدل .
قوله:{وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}{ثَاوِيًا} ،مقيما .والمثوى ،معناه المنزل وجمعه المثاوي .ثوي المكان يثوي به ثواء ؛أي أطال الإقامة فيه{[3507]} والمعنى: ما كنت يا محمد مقيما في{أَهْلِ مَدْيَنَ} وهم قوم شعيب عليه السلام ،والمؤمنون معه تقرأ عليهم آياتنا حين أخبرت عن نبيها شعيب وما قصه على قومه وما كان من ردهم عليه{وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} لكنا نحن أرسلناك وقصصنا عليك من أخبارهم وحيا .