/م44
المفردات:
أنشأنا قرونا: خلقنا بين زمانك وزمان موسى قرونا كثيرة .
فتطاول: تمادى وتباعد .
عليهم العمر: عليهم الزمن ،قال تعالى:{فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ..} [ الحديد: 16] .
ثاويا: مقيما .
أهل مدين: قوم شعيب عليه السلام .
التفسير:
45-{ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين}
هذه الآية استدراك ،لتأكيد المعنى السابق قبلها .
والمعنى:
ولكنا خلقنا بين زمانك وزمان موسى قرونا وأمما كثيرة ،تمادى وتباعد عليها الزمن ،فتغيرت الشرائع ،وتبدلت الأحكام ،وعميت عليهم الأنباء ،ولا سيما ما كان منهم في آخر هذه الأزمان ،من الذين أنت فيهم ،فاقتضت حكمة الله أن يرسل محمدا صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ،لينذر قوما ما أتاهم من نذير من قبله لعلهم يهتدون .
{وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ..}
لقد تحدث القرآن عن قصة موسى ،واتجاهه صوب مدين وإصهاره إلى شعيب ،ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مقيما في أرض مدين ليتسمع منهم ويتعلم هذه الأخبار عنهم ،ثم يتلوها على قومه ،بهذا الإخبار الصادق الذي أخبر به .
{ولكنا كنا مرسلين}
ولكن ذلك لأننا أوحينا إليك ،وأرسلناك رسولا .