{وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين( 44 ) ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين( 45 ) وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ( 46 ) ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين( 47 )} .
المفردات:
الغربي: الجبل الغربي الذي وقع فيه الميقات ،وأعطى الله فيه ألواح التوراة لموسى .
قضينا: عهدنا إليه ،وكلفناه أمرنا ونهينا .
الأمر: أمر الرسالة .
الشاهدين: الحاضرين للوحي من جملة السبعين المختارين .
/م44
التفسير:
44-{وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين}
والغربي هو الجانب الغربي للطور الذي جعله الله ميقاتا مع موسى عليه السلام ،بعد أجل محدد ثلاثين ليلة ،أتمها بعشر فكانت أربعين ليلة .
قال تعالى:{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ..}[ الأعراف: 142] .
وفي هذا الميقات قضى الأمر لموسى في الألواح ،لتكون شريعته في بني إسرائيل ،وما كان رسول الله صلى الله موجودا بجانب الجبل الغربي ،حين عهد الله تعالى بالرسالة إلى موسى ،وأحكم أمر نبوته بالوحي وإنزال التوراة ،وما كان من جملة الشاهدين الحاضرين للوحي ،وهم السبعون المختارون للميقات المنوّه عنهم بقوله تعالى:{واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ..}[ الأعراف: 155] .
أو ما كنت من الشاهدين بجميع ما أعلمناك من شأن موسى ،وأخبرت به ،فهو نفي لشهادته صلى الله عليه وسلم جميع ما جرى لموسى .