قوله:{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} أي لم تكن يا محمد بجانب الطور وقت ندائنا موسى{إني أنا الله رب العالمين} أو وقت إنزال التوراة عليه وإرساله للناس رسولا .
قوله:{وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}{رحمة} ،منصوب على المصدر ،أي ولكن رحمناك رحمة .وقيل: منصوب على أنه خبر كان مقدرة .وتقديره: ولكن كان رحمة من ربك .وقيل: منصوب على أنه مفعول لأجله .وتقديره: ولكن فعل ذلك لأجل الرحمة{[3508]} والمعنى: ولكن أرسلناك يا محمد بالقرآن وفيه إخبار لقومك عن أنباء النبيين السابقين وقصص الأمم الغابرة ،رحمة من الله بك وبالعباد ،إذ تنذرهم بالقرآن وتعلمهم ما لم يكونوا يعلمون من قبل أن تأتيهم ؛إذ لم يأتهم قبلك من نذير وذلك في زمان الفترة بينك وبين المسيح وهي خمسمائة وخمسون سنة .
قوله:{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} أي يعتبرون ويتعظون بإنذارك لهم وبما تتلوه عليهم من الآيات البينات .