{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} موسى لنبلّغه الرسالة التي يحملها إلى فرعون وقومه وليمتد بهابعد ذلكإلى الناس كافة{وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} أنزلها عليك ،بما عرَّفك من قصته ،في ما أنزله من آياته{لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ} في المجتمع الذي عشت فيه ،وفي ما حوله من هؤلاء الذين ابتعدت عنهم الرسالات ،لبعد الزمن الذي انطلقت فيه عنهم{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} في ما ينطلقون بهمن خلالهامن وعيٍ وفكرٍ وإيمان .
وهكذا تؤكد هذه الآيات في الحديث مع النبي محمد( ص ) أن ما أنزله الله عليه من قصة موسى ،هو الوحي المبين الذي لا ريب فيه ،ليكون ذلك أساساً للإيمان في قومه من خلال الحق الذي يتحرك في الفكر والشعور ،لأن النبي إذا لم يكن شاهداً على ذلك التاريخ كله شهادة حضور ،فلا مجال لديه للمعرفة به إلا من خلال الوحي ،لأن كثيراً من التفاصيل الموجودة فيه لم تذكر في أيّ مصدر من المصادر الأخرى عند الناس .
وربما كانت هذه التأكيدات منطلقةً من اللغط الذي كانت تثيره قريش حول الرسول ،عندما يحدثهم عن قصص موسى( ع ) لتثير الشك فيه .