قوله تعالى:{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 16 ) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 17 ) وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ( 18 ) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
إبراهيم: منصوب من ثلاثة أوجه .الأول: أن يكون معطوفا على نوح في قوله:{أرسلنا نوحا} والتقدير: وأرسلنا إبراهيم .
الثاني: أن يكون منصوبا بالعطف على الهاء في أنجيناه .
الثالث: أن يكون منصوبا بتقدير فعل ،وتقديره: واذكر إبراهيم{[3549]} وذلك تذكير بنبي كريم ورسول مفضال عظيم ،إمام الحنفاء والصديقين والميامين .وذلكم هو خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،حين دعا قومه إلى الوحدانية وإفراد الله وحده بالعبادة ،ونبذ الأصنام الجامدة الخرساء التي لا تنطق ولا تسمع ،ولا تضر ولا تنفع .وهو قوله:{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} أفردوا الله وحده بالعبادة والتوحيد ؛فإنه المعبود الحق دون سواه .وما غيره إلا المخاليق أو أمم أمثالكم{وَاتَّقُوهُ} أي خافوه واتقوا عذابه بطاعته واجتناب معاصيه .
قوله:{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} عبادة الله وحده لا شريك له خير لكم من عبادة الأوثان على اختلاف أشكالها ومسمياتها ؛فإنها فارغة وموهومة وجوفاء لا تجدي ولا تنفع ،إن منتم تعلمون الخير من الشر ،أو النافع من الضار .