قوله تعالى: ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون ) ثمة أقوال في سبب نزول هذه الآية .فقد قيل: نزلت في اليهود ،كفروا بعيسى والمسيح ،ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن .
وقيل: نزلت في اليهود والنصارى ؛كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنبوته ونعته مما وجدوه عندهم مكتوبا في التوراة والإنجيل ،ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم عل كفرهم وبارتكابهم للمعاصي والذنوب .
وقيل: نزلت في الذين ارتدوا وذهبوا إل مكة ،أما ازديادهم الكفر فهو أنهم قالوا: نقيم بمكة نتربص بمحمد ريب المنون .وقيل غير ذلك .{[515]}
قوله: ( لن تقبل توبتهم ) أي لن تقبل توبتهم ما داموا مقيمين على الكفر وبذلك تحمل الآية عل من ثاب كافرا غير تائب ؛لأنه لا تقبل توبته عند الموت .
قوله: ( وأولئك هم الضالون ) من الضلال ،وهو في اللغة ضد الهدى والرشاد{[516]} المراد بذلك هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا ،لا جرم أنهم ضلوا سبيل الحق وخرجوا عن منهج الله وهداه ،فعموا عنه عماية أسلمتهم إل الغي والكفران .