[ إنَّ الذين كفروا] باللّه ورسوله واليوم الآخر [ بعد إيمانهم] الذي أعلنوه فدخلوا في المجتمع الإسلامي من خلاله رغبةً أو رهبةً ،ثُمَّ خرجوا منه بعد أن حصلوا على ما يريدون ،أو أمنوا مما يخافون منه ،[ ثُمَّ ازدادوا كفراً] من خلال العقدة الحاقدة في داخل نفوسهم ،لا سيّما بعد أن دخلوامن جديدفي مجتمع الشرك الذي أرادوا التكفير أمامه عن إيمانهم وإسلامهم ،فعملوا على التشديد في كلماتهم القاسية ضدَّ الإسلام ومواقفهم العدوانية ضدَّه ،[ لن تقبل توبتهم] لأنَّ مثل هذا العمق العدواني ،وهذا الانتقال السريع من الإيمان إلى الكفر الذي تطوّر إلى زيادة في مضمونه وحركته ،يوحي بأنَّهم لا يملكون الجدية في إيمانهم ،فلم يدخل إلى قلوبهم ،بل كانت المسألة تمثيلية للوصول إلى أغراضهم الخبيثة ،ما يعني أنَّ إيمانهم الجديد الذي تعبّر عنه التوبة لن يكون بأفضل من إيمانهم القديم الذي أعقبه الكفر ،فهم اللاعبون على خطّ الكفر والإيمان ،[ وأولئك هم الضالون] التائهون في تمزقات مشاعرهم التي لا تثبت على قاعدة ولا تتحرّك في الاتجاه المستقيم .