قوله:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} إذا قيل لهؤلاء المخاصمين المعاندين: اتبعوا الحق الذي أنزله الله على رسوله وهو كتابه الحكيم والنور الكاشف المبين ؛ليكون بشيرا ونذيرا للعالمين ،وهاديا للبشرية إلى سواء السبيل ،قالوا في جهالة وعمه وتقليد فاسد مستهجَن{بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} أبوا إلا التقليد الأعمى باتباع الآباء في عبادتهم السخيفة ؛إذ كانوا يعبدون أصناما جوفاء صمّا لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل .
قوله:{أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} يعني أيتبعون آباءهم في عبادتهم ولو كان الشيطان يدعو آباءهم إلى الضلال والشرك وما يفضي بهم إلى النار المستعرة الحامية .والاستفهام للتوبيخ والتبكيت .فما ينبغي لذي عقل أن يقلد السابقين الغابرين ؛لكونهم آباء وأجدادا إن كانوا أولي ضلال وكفر .وإنما يقلد النبيه الحريص أهلَ الهدى والتقى من المؤمنين الذين استقاموا على منهج الله ،منهج الإسلام{[3657]} .