قوله:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} أي لما صبر المؤمنون من بني إسرائيل على أوامر الله والابتعاد عن زواجره ونواهيه ،وصدّقوا رسله ،واتبعوهم فيما جاءوهم به من عند ربهم ،وكانوا موقنين بآيات الله على أنها حق وصدق ،جعل الله منهم أئمة في العلم والتقوى ،يهدون الناس إلى الحق بأمر الله ويدعونهم إلى ما تضمنته التوراة من البينات والشرائع والحكمة فيدعون إلى الخير ،ويأمرون بالمعروف ،وينهون عن المنكر .لكنهم لما بدلوا وزيفوا ما أنزل إلهم وحرفوه تحريفا ،سلبهم الله مقام الإمامة للناس ،وحيل بينهم وبين صلوحهم أن يُقتدى بهم ؛فهم أجدر أن لا يُقتدى بهم بعد التحريف وأن لا يكونوا موضع ثقة وائتمان في إمامة ولا ريادة ولا قيادة لأمة من الأمم .وذلك لفرط ما تلبسوا به من تحريف وتزييف لآيات الله ،وتلاعب في كتابهم التوراة .