{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي قادة بالخير يدعون الخلق إلى أمرنا وشرعنا{ لَمَّا صَبَرُوا} أي على العمل به والاعتصام بأوامره{ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} أي يصدقون أشد التصديق وأبلغه .والمعنى:كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه ،هدى لأمتك ،ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية .ويؤخذ من فحوى الآية .أن بني إسرائيل لما نبذوا الاعتصام بالكتاب ،ونبذوا الصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وفقدوا الاستيقان بحقية الإيمان ،فغيروا وبدلوا ،سلبوا ذلك المقام ،وأديل عليهم انتقاما منهم .وتلك سنته تعالى{[6112]}:{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ففي طي هذا الترغيب ،ترهيب وأي ترهيب .