{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} من موقع القيادة الإيمانية على خط الرسالة المتحركة بالدعوة الهادية إلى الإيمان بالله والسير على منهاجه{لَمَّا صَبَرُواْ} على التحديات الكبيرة التي كانت تتحداهم في وجودهم ،وفي تفاصيل حياتهم ،وعمق قناعاتهم ،بما كان يثيره الآخرون من الكافرين من شبهات وأضاليل أمامهم ،فكان ردّ فعلهم أنهم تحملوا الآلام كلها ،والمعاناة الصعبة القاسية التي أخذت الكثير من أوضاعهم المختلفة في نطاق الذات ،وهكذا صبروا صبر الرساليين المؤمنين ،وأثبتوا بهذا المصير أنهم في مستوى حمل الرسالة ،وموقع الإِمامة ،{وَكَانُواْ بَِايَاتِنَا يُوقِنُونَ} من قاعدة الحقيقة البارزة لهم في هذه الآيات ،وبذلك كانوا الدعاة المصدّقين بدعوتهم ،المؤمنين بخطوطها العامة والخاصة ،لا كمثل الدعاة الذين يتاجرون بالدين وبالرسالة ،من دون أن يؤمنوا بهما ،ليحققوا مصالحهم الذاتية من خلالها .