قوله:{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}{إِذْ} ،في موضع نصب على البدل من{إذْ} في قوله:{إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ}{[3701]} أي واذكر حين جاءتكم جنود الأحزاب من فوق الوادي وهو أعلاه من قِبل المشرق{وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} يعني من بطن الوادي من قبَل المغرب ،جاء منه أبو سفيان على أهل مكة ،وجاء أبو الأعور السلمي ومعه حيي بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة من وجه الخندق .
قوله:{وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ} أي شخصت من شدة الخوف ،وفرط الهول والحيرة والفزع{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} ،جمع حنجرة وهي جوف الحلق ؛أي زالت القلوب عن أماكنها من الصدور حتى بلغت الحناجر وهي الحلاقيم ؛والمراد أن قلوبهم قد اضطربت اضطرابا شديدا من هول ما أصابهم من الذعر .وهو مَثَل مضروب في شدة الخوف .
قوله:{وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} أي تظنون الظنون المختلفة ؛فقد ظن المنافقون أن محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يُستأصلون ،وأيقن المؤمنون الصادقون أن ما وعد الله رسوله حق وأنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون{[3702]}