{إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ} وهو الجانب الشرقي من المدينةكما يقالالذي استقر فيه بنو غطفان ويهود بني قريظة وبني النضير{وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} وهو الجانب الغربي منهاكما يقالالذي استقرت فيه قريش ومن انضم إليهم من الأحابيش وكنانة ،وهناك دب الخوف والهلع في نفوس المسلمين من هذه المفاجأة الرهيبة .
{وَإِذْ زَاغَتِ الاَْبْصَارُ} حتى فقدت الرؤية المتوازنة ،عندما بدأت تميل هنا وهناك في حركةٍ حائرة لا تستقر على حال ،ولا تتركز في اتجاه{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} من فرط اهتزازها واضطرابها وهلعها ،حتى يحس الإنسان أنها انخلعت من موقعها في الصدر لتبلغ الحلقوم من شدّة الخوف والفزع ،تماماً كما هو حال المحتضر عندما يزيغ بصره وتبلغ روحه الحلقوم{وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ} في احتمالاتٍ قلقةٍ حائرةٍ ،تفتقد عمق الإيمان وثباته وتبتعد عن الثقة بالله ،بين قائلٍ بأن الكفار سيغلبون ويستولون على المدينة ،وقائل إن الإسلام سيسقط وإن الدين سيضيع ،وقائل إن الجاهلية ستعود كما كانت ،إلى غير ذلك من الكلمات التي تنطلق من موقع الهزيمة النفسية .